Monday, January 12, 2009

في وداع بوش

أصدر الشاعر الكبير فاروق جويدة قصيدة فى وداع بوش هذا نصها
:
كل الذى أخفيته يبدو عليكْ
فاخلع ثيابك وارتحلْ
اعتدتَ أن تمضى أمامَ الناسِ يوماً عاريا
فارحل وعارُكَ فى يديكْ
لا تنتظر طفلاً يتيماً بابتسامته البريئة
أنْ يقبِّلَ وجنتيكْ
لا تنتظر عصفورةً بيضاءَ تغفو فى ثيابكَ
ربما سكنتْ إليكْ
لا تنتظر أُمّاً تطاردها دموعُ الراحلين
َلعلها تبكى عليكْ
لا تنتظر صفحاً جميلاً
فالدماءُ السودُ مازالت تلوث راحتيكْ
وعلى يديكَ دماءُ شعبٍ آمنٍ
مهما توارتْ لن يفارق مقلتيكْ
كل الصغار الضائعين
على بحارِ الدم فى بغدادَ صاروا.
.وشمَ عارٍ فى جبينكَ
كلما أخفيتَه يبدو عليكْ
كل الشواهد فوقَ غزةَ والجليلَ
الآن تحمل سخطَها الدامى
وتلعنُ والديكْ
ماذا تبقى من حشود الموت
ِفى بغدادَ.. قلْ لى
لم يعد شىء لديكْ
هذى نهايتك الحزينة
بين أطلال الخرائبِ
والدمارُ يلف غزةَ
والليالى السودُ.. شاهدةً عليكْ
فارحل وعاركَ فى يديكْ
الآن ترحل غير مأسوفٍ عليكْ
..■ ■ ■
ارحل وعارُكَ فى يديكْ
انظرْ إلى صمتِ المساجدِ
والمنابر تشتكى
ويصيحُ فى أرجائها شبحُ الدمار
ْانظرْ إلى بغدادَ تنعى أهلها
ويطوفُ فيها الموتُ من دارٍ لدار
ْالآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ
خلفَ جنودك القتلى
وعارك أى عارْ
مهما اعتذرتَ أمامَ شعبك
َلن يفيدكَ الاعتذارْ
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ..للموتى..
وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟
!ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينة
ِللشواطئِ.. للقفارْ؟
!لعيونِ طفلٍ
مات فى عينيه ضوءُ الصبحِ
واختنقَ النهارْ؟
!لدموعِ أمٍّ
لم تزل تبكى وحيداً
صارَ طيفاً ساكناً فوق الجدارْ؟
!لمواكبٍ غابت
وأضناها مع الأيام طول الانتظارْ؟
!لمن يكون الاعتذار؟
لأماكنٍ تبكى على أطلالها
ومدائن صارت بقايا من غبارْ؟
!للّهِ حين تنام
فى قبر وحيداً.. والجحيمُ تلال نارْ؟!!
■ ■ ■
ارحل وعارك فى يديكْ
لا شىء يبكى فى رحيلك.
.رغم أن الناس تبكى عادة
عند الرحيلْ
لا شىء يبدو فى وداعك
لا غناءَ.. ولا دموعَ.. ولا صهيلْ
مالى أرى الأشجار صامتةً
وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها
واستسلمتْ لليلِ.. والصمتِ الطويلْ
مالى أرى الأنفاسَ خافتةً
ووجهَ الصبح مكتئباً
وأحلاماً بلون الموتِ
تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ
اسمعْ جنودكَ
فى ثرى بغدادَ ينتحبون فى هلعٍ
فهذا قاتلٌ.. ينعى القتيلْ.
.جثث الجنودِ على المفارقِ
بين مأجورٍ يعربدُ
أو مُصاب يدفنُ العلمَ الذليل
ماذا تركتَ الآن فى بغدادَ من ذكرى
على وجه الجداولِ
..غير دمع كلما اختنقتْ يسيلْ
صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ.
.بؤسُ أطفالٍ صغارٍ
أمهات فى الثرى الدامى
صراخٌ.. أو عويلْ..
طفلٌ يفتش فى ظلام الليلِ
عن بيتٍ توارى
يسأل الأطلالَ فى فزعٍ
ولا يجدُ الدليلْ
سربُ النخيل على ضفافِ النهر يصرخ
هل تُرى شاهدتَ يوماً
..غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!
الآن ترحلُ عن ثرى بغداد
َتحمل عارك المسكون
َبالنصر المزيفِ
حلمَكَ الواهى الهزيلْ.
.■ ■ ■.■ ■ ■
ارحلْ وعارُكَ فى يديكْ
هذى سفينَتك الكئيبةُ
فى سوادِ الليل ترحلُ
لا أمانَ.. ولا شراعْ
تمضى وحيداً فى خريف العمرِ
لا عرشٌ لديكَ.. ولا متاعْ
لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ
لا سنداً.. ولا أتباعْ
كلُّ العصابةِ فارقتكَ إلى الجحيمِ
وأنت تنتظرُ النهايةَ.
.بعد أن سقط القناعْ
الكونُ فى عينيكَ كان مواكباً للشرِّ
..والدنيا قطيعٌ من رعاعْ
الأفق يهربُ والسفينةُ تختفى
بين العواصفِ.. والقلاعْ
هذا ضميرُ الكون يصرخُ
والشموعُ السودُ تلهثُ
خلفَ قافلةِ الوداعْ
والدهر يروى قصةَ السلطان
ِيكذبُ.. ثم يكذبُ.. ثم يكذب
ُثم يحترفُ التنطُّعَ..
والبلادةَ والخداعْ
هذا مصيرُ الحاكمِ الكذابِ
موتٌ.. أو سقوطٌ.. أو ضياعْ
■ ■ ■
ما عاد يُجِدى
..أن تُعيدَ عقاربَ الساعاتِ.
.يوماً للوراء
ْأو تطلبَ الصفحَ الجميلَ.
.وأنت تُخفى من حياتكَ صفحةً سوداءْ
هذا كتابك فى يديك
َفكيف تحلم أن ترى..
عند النهايةِ صفحةً بيضاء
ْالأمسُ ماتَ.
.ولن تعيدَك للهدايةِ توبةٌ عرجاءْ
وإذا اغتسلتَ من الذنوب
ِفكيف تنجو من دماء الأبرياءْ
وإذا برئتَ من الدماءِ.
.فلن تُبَرئَكَ السماءْ
لو سالَ دمعك ألفَ عام
ٍلن يطهرَكَ البكاءْ
كل الذى فى الأرض
ِيلعنُ وجهكَ المرسومَ
من فزعِ الصغارِ وصرخة الشهداء
ْأخطأتَ حين ظننتَ يوما
ًأن فى التاريخ أمجادا
ًلبعضِ الأغبياءْ
..■ ■ ■
ارحلْ وعاركَ فى يديكْ
وجهٌ كئيبٌ
وجهك المنقوشُ
فوق شواهدِ الموتى
وسكان القبور
ْأشلاءُ غزةَ
والدمارُ سفينةٌ سوداءُ
تقتحمُ المفارقَ والجسور
ْانظر إلى الأطفال يرتعدون
فى صخب الليالى السود.
.والحقدُ الدفينُ على الوجوهِ
زئيرُ بركانٍ يثورْ
وجهٌ قبيحٌ وجهك المرصودُ
من عبثِ الضلالِ وأوصياءِ الزورْ.
. لم يبق فى بغداد شىءٌ.
.فالرصاصُ يطل من جثثِ الشوارع
والرَّدَى شبحٌ يدورْ
حزن المساجد والمنابرِ تشتكى
صلواتُها الخرساءُ.
.من زمنِ الضلالةِ والفجورْ
■ ■ ■
ارحلْ وعاركَ فى يديكْ
ما عاد يُجدى
أن يفيقَ ضميركَ المهزومُ
أن تبدى أمامَ الناسِ شيئاً من ندمْ
فيداكَ غارقتانِ فى أنهار دمْ
شبحُ الشظايا والمدى قتلى
ووجه الكونِ أطلالٌ وطفل جائعٌ.
. من ألفِ عامٍ لم ينم
ْجثثٌ النخيل على الضفافِ
وقد تبدل حالُها
واستسلمتْ للموتِ حزناً.. والعدمْ
شطآن غزةَ كيف شردها الخرابُ
ومات فى أحشائها أحلى نغمْ
وطنٌ عريق كان أرضاً للبطولةِ.
.صار مأوىً للرممْ!
الآن يروى الهاربونَ من الجحيمِ
حكايةَ الذئبِ الذى أكل الغنمْ:
كان القطيع ينام سكراناً
من النفطِ المعتَّقِ
والعطايا.. والهدايا.. والنعمْ
منذ الأزلْ
كانوا يسمونَ العربْ
عبدوا العجولَ.. وتَوَّجوا الأصنامَ.
.واسترخت قوافلُهم.. وناموا كالقطيع
وكل قافلةٍ يزينها صنمْ
يقضون نصفَ الليلِ فى وكرِ البغايا
..يشربونَ الوهمَ فى سفحِ الهرمْ
الذئب طافَ على الشواطئ
أسكرته روائحُ الزمنِ اللقيطِ
لأمةٍ عرجاء قالوا إنها كانت
ـ وربِّ الناس ـمن خير الأممْ.
.يحكون كيف تفرعنَ الذئبُ القبيحُ
فغاصَ فى دم الفراتِ
..وهام فى نفطِ الخليج.
.وعَاثَ فيهم وانتقمْ
سجنَ الصغارَ مع الكبارِ.
.وطاردَ الأحياءَ والموتَى
وأفتى الناسَ زوراً فى الحرمْ
قد أفسدَ الذئبُ اللئيمُ
طبائعَ الأيام فينا.. والذممْ
الأمةُ الخرساءُ تركع دائماً
للغاصبين.. لكل أفاق حكمْ
لم يبق شىء للقطيعِ
سوى الضلالة.. والكآبةِ.. والسأمْ
أطفالُ غزةَ يرسمونَ علىثراها
ألفَ وجهٍ للرحيلِ.
.وألفَ وجهٍ للألمْ
الموتُ حاصرهم فناموا فى القبورِ
وعانقوا أشلاءهم
لكن صوتَ الحقِ فيهم لم ينمْ
يحكون عن ذئبٍ حقيرٍ
أطلقَ الفئرانَ ليلاً فى المدينةِ
ثم أسكره الدمارُ
مضى سعيداً.. وابتسمْ.
.فى صمتها تنعى المدينةُ
أمةً غرقتْ مع الطوفانِ
واسترختْ سنيناً فى العدمْ
يحكون عن زمنِ النطاعةِ
عن خيولٍ خانها الفرسانُ
عن وطنٍ تآكل وانهزمْ
والراكعون على الكراسى
يضحكون مع النهاية.
.لا ضميرَ.. ولا حياءَ.. ولا ندمْ
الذئب يجلسُ خلف قلعته المهيبةِ
يجمع الحراسَ فيها.. والخدمْ
ويطلُ من عينيه ضوءٌ شاحبٌ
ويرى الفضاء مشانقاً
سوداءَ تصفعُ كل جلادٍ ظلمْ
والأمةُ الخرساءُ
تروى قصةَ الذئبِ الذى
خدعَ القطيعَ.
.ومارسَ الفحشاءَ.. واغتصبَ الغنمْ
■ ■ ■
ارحلْ وعاركَ فى يديكْ
مازلت تنتظر الجنود العائدينَ
..بلا وجوه.. أو ملامحْ
صاروا على وجه الزمانٍ
خريطةً صماءَ تروى.
.ما ارتكبتَ من المآسى.. والمذابح
قد كنت تحلمُ أن تصافحهم
ولكن الشواهدَ والمقابرَ لا تصافِحْ
إن كنتَ ترجو العفو منهم
كيف للأشلاءِ يوماً أن تسامحْ
بين القبورِ تطل أسماءٌ.
.وتسرى صرخةٌ خرساءُ
نامت فى الجوانحْ
فرقٌ كبيرٌ.
.بين سلطانٍ يتوِّجُه الجلالُ
وبين سفاح تطارده الفضائحْ
■ ■ ■
الآن ترحل غيرَ مأسوفٍ عليكْ
فى موكبِ التاريخِ
سوفِ يطلُ وجهك
بين تجارِ الدمارِ وعصبةِ الطغيانْ
ارحل وسافرْ.
.فى كهوفِ الصمتِ والنسيانْ
فالأرضُ تنزع من ثراها
كلَّ سلطان تجبر.. كلَّ وغْدٍ خانْ
الآن تسكر.. والنبيذ الأسود الملعونُ
من دمع الضحايا.. من دم الأكفان
ْسيطل وجهك دائماً
فى ساحةِ الموتِ الجبانْ
وترى النهايةَ رحلةً سوداءَ
سطرها جنونُ الحقدِ.. والعدوانْ
فى كل عصر سوف تبدو قصةً
مجهولةَ العنوانْ
فى كل عهدٍ سوف تبدو صورةً
للزيفِ.. والتضليلِ.. والبهتانْ
فى كل عصرٍ سوف يبدو
وجهك الموصومُ بالكذبِ الرخيص
فكيف ترجو العفو والغفرانْ
قُلْ لى بربكَ
..كيف تنجو الآن من هذا الهوانْ؟
!ما أسوأَ الإنسانَ.
.حين يبيع سرَّ اللّه للشيطانْ
■ ■ ■
ارحلْ وعاركَ فى يديكْ
فى قصرك الريفى.
.سوف يزورك القتلى بلا استئذانْ
وترى الجنودَ الراحلين
َشريط أحزانٍ على الجدران
ْيتدفقونَ من النوافذِ.. من حقولِ الموتِ
أفواجاً على الميدانْ
يتسللونَ من الحدائقِ.. والفنادقِ
من جُحُورِ الأرضِ كالطوفان
ْوترى بقاياهمْ بكل مكانْ
ستدور وحدك فى جنونٍ
تسألُ الناسَ الأمانْ
أين المفر وكل ما فى الأرضِ حولكَ
يُعلن العصيانْ؟!
الناسُ.. والطرقاتُ.. والشهداءُ والقتلى
عويلُ البحر والشطآن
ْوالآن لا جيشٌ.. ولا بطشٌ.. ولا سلطانْ
وتعود تسأل عن رجالك: أين راحوا؟
كيف فر الأهلُ.. والأصحابُ.. والجيرانْ؟
يرتد صوتُ الموت يجتاح المدينَة
َلم يَعُدْ أحدٌ من الأعوانْ
هربوا جميعاً.
.بعد أن سرقوا المزادَ.. وكان ما قد كانْ
!ستُطِلُّ خلف الأفق قافلةٌ من الأحزانْ
حشدُ الجنودِ العائدينَ
على جناحِ الموتِ
أسماءً بلا عنوانْ
صور الضحايا والدماءُ السودُ
..تنزف من مآقيهم بكل مكانْ
أطلالُ بغدادَ الحزينةِ
صرخةُ امرأةٍ تقاومُ خسةَ السجانْ
صوتُ الشهيدِ على روابى القدسِ.
.يقرأ سورةَ الرحمنْ
وعلى امتدادِ الأفقِ
مئذنةُ بلونِ الفجر
ِفى شوقٍ تعانق مريم العذراء
َيرتفع الأذانْ
الوافدونَ أمامَ بيتكَ
يرفعون رؤوسهم
وتُطل أيديهم من الأكفانْ
مازلتَ تسأل عن ديانتهم
وأين الشيخُ.. والقديسُ.. والرهبانْ؟
هذى أياديهم تصافحُ بعضَها
وتعود ترفُع رايةَ العصيان
ْيتظاهرُ العربى.. والغربى
والقبطى والبوذى
ضد مجازر الشيطانْ
حين استوى فى الأرض خلقُ اللّه
كان العدل صوتَ اللّه فى الأديان
فتوحدت فى كل شىء صورةُ الإيمانْ
وأضاءت الدنيا بنور الحق
فى التوراةٍ.. والإنجيلِ.. والقرآنْ
اللّه جل جلاله..
فى كل شىءكرم الإنسانْ
لا فرقَ فى لونٍ.. ولا دينٍ
ولا لغةٍ.. ولا أوطانْ
«خلق الإنسان علمه البيان»
الشمسُ والقمر البديعُ
على سماء الحب يلتقيان
ْالعدلُ والحقُ المثابر
والضميرُ.. هديً لكل زمانْ
كل الذى فى الكون يقرأ
سورةَ الإنسانْ.
.يرسم صورةَ الإنسانْ.
.فاللّه وحدنا.
. وفرق بيننا الطغيانْ
■ ■ ■
فاخلعْ ثيابكَ وارتحلْ
وارحل وعارك فى يديكْ
فالأرضُ كل الأرض ساخطةٌ عليكًْ

Saturday, January 10, 2009

بيان عسكري ... للشاعر تميم البرغوثي


بيان عسكري

قصيدة للشاعر تميم البرغوثي
إذا ارتاح الطغاة إلي الهوان
وإنجازٌ بقاءُ المرءِ حَيَّاً
وجثةِ طِفْلَةٍ بممرِّ مَشْفَيً
علي بَرْدِ البلاطِ بلا سريرٍ
كأنَّكِ قُلْتِ لي يا بنتُ شيئا
ًعن الدنيا وما فيها وعني
فَدَيْتُكِ آيةً نَزَلَتْ حَدِيثاًَ
فنادِ المانعينَ الخبزَ عنها
وَهَنِّئْهُم بِفِرْعَوْنٍ سَمِينٍ
له لا للبرايا النيلُ يجري
وَقُل لمفرِّقِ البَحرَيْنِ مهما
وإن راهنتَ أن الثأرَ يُنسي
نحاصَرُ من أخٍ أو من عدوٍّ
سَنَغْلِبُ والذي جَعَلَ المنايا
بَقِيَّةُ كُلِّ سَيْفٍ، كَثَّرَتْنا
كأن الموت قابلة عجوز
نموتُ فيكثرُ الأشرافُ فينا
كأنَّ الموتَ للأشرافِ أم
ٌّلذلك ليس يُذكَرُ في المراثي
سَنَغْلِبُ والذي رَفَعَ الضحايا
رماديِّونَ كالأنقاضِ شُعث
يَدٌ لِيَدٍ تُسَلِّمُهم فَتَبْدُو
يدٌ لِيَدٍ كَمِعراجٍ طَوِيل
ٍيَدٌ لِيَدٍ، وَتَحتَ القَصْفِ، فَاْقْرَأْ، هنالكَ ما تشاءُ من المعاني
صلاةُ جَمَاعَةٍ في شِبْرِ أَرضٍٍ
تنادي ذلك الجَمْعَ المصلِّي
فَيُمْعِنُ في تَجَاهُلِها فَتَرمِي
وَتُقْلِعُ عَنْ تَشَهُّدِ مَنْ يُصَلِّي
نقاتلهم علي عَطَشٍ وجوع
نقاتلهم وَظُلْمُ بني أبينا
نُقَاتِلُهم كَأَنَّ اليَوْمَ يَوْم
ٌبِأَيْدِينا لهذا اللَّيْلِ صُبْحٌ1
فذكرهم بأن الموتَ دانِ
علي مرِّ الدَّقائقِ والثواني
لها في العمر سبعٌ أو ثماني
وإلا تحتَ أنقاضِ المباني
عزيزاً لا يُفَسَّر باللسان
ِوعن معني المخافةِ والأمانِب
خيطِ دَمٍ عَلَي حَدَقٍ حِسَان
ِومن سَمَحُوا بِهِ بَعْدَ الأوانِ
كَثَيرِ الجيشِ مَعمورِ المغاني
له البستانُ والثَمَرُ الدَّواني
حَجَرْتَ عليهما فَسَيَرْجِعَانِ
فإنكَ سوف تخسرُ في الرِّهانِ
سَنَغْلِبُ، وحدَنا، وَسَيَنْدَمَان
ِبها أَنَفٌ مِنَ الرََّجُلِ الجبانِ
مَنَايانا علي مَرِّ الزَّمَان
ِتزور القومَ من آنٍ لآنِ
وتختلطُ التعازي بالتهاني
مُشَبَّهَةُ القَسَاوَةِ بالحنانِ2
كثيراً وهو يُذكَرُ في الأغاني
مِنَ الأنقاضِ رأساً للجنان
ِتحددهم خيوط الأرجوانِ
سَماءُ اللهِ تَحمِلُها يدانِ
إلي بابِ الكريمِ المستعانِ
وطائرةٍ تُحَوِّم في المكانِ
لكَ الوَيْلاتُ ما لَكَ لا تراني
قَنَابِلَها فَتَغْرَقُ في الدُّخانِ
وَعَنْ شَرَفٍ جَدِيدٍ في الأَذَانِ
وخذلان الأقاصي والأداني
نُعانِيه كَأَنَّا لا نُعاني
وَحِيدٌ ما لَهُ في الدهر ثَانِ
وشَمْسٌ لا تَفِرُّ مِنَ البَنَان
ِيقولون في نشرة العاشرة
ْإن جيشاً يحاصر غزة والقاهرةْ
يقولون طائرة قصفت منزلاً
وسط منطقة عامرةْ
فأضيف أنا
لن يمر زمان طويل علي الحاضرين
ْلكي يَرَوُا المسلمين وأهل الكرامة من كل دين
ْيعيدون عيسي المسيح إلي الناصرةْ
والنبي إلي القدس، يهدي البراق فواكه من زرعنا
ويطوقه بدمشقٍ من الياسمين
ْيقولون جيش يهاجم غزة من محورين
ْيقولون تجري المعارك بين رضيع ودبابتينْ
فأقول أناسوف تجري المعارك في كل صدر وفي كل عين
ْوقد تقصف المدفعية في وجه ربك ما تدعي من كذبْ
ويقول العدو لنا فليكن ما يكون
ْفنقول له، فليكن ما يجبْ
بياناتنا العسكرية مكتوبة في الجبين
ْلم تكن حكمة أيها الموت أن تقترب
ْلم تكن حكمة أن تحاصرنا كل هذي السنين
ْلم تكن حكمة أن ترابط بالقرب منا إلي هذه الدرجةْ
قد رأيناك حتي حفظنا ملامح وجهكَ
عاداتِ أكلكَ
أوقاتَ نومكَ
حالتِك العصبية
َشهواتِ قلبكَ
حتي مواضع ضعفكَ،
نعرفهاأيها الموت فاحذرْ
ولا تطمئن لأنك أحصيتنا
نحن يا موت أكثر
ْونحن هنا
بعد ستين عاماً من الغزو
تبقي قناديلنا مسرجةْ
بعد ألفي سنةْ
من ذهاب المسيح إلي الثالث الابتدائي في أرضنا
قد عرفناك يا موت معرفة تتعبُكْ
أيها الموت نيتنا معلنة
إننا نغلبُكْ
وإن قتلونا هنا أجمعين
ْأيها الموت خف أنت
،نحن هنا، لم نعد خائفين.